أخبار عاجلة

حقل أفروديت للغاز يثير الجدل مجددًا.. وحقل ظهر المصري يترقب الموقف

حقل أفروديت للغاز يثير الجدل مجددًا.. وحقل ظهر المصري يترقب الموقف
حقل أفروديت للغاز يثير الجدل مجددًا.. وحقل ظهر المصري يترقب الموقف

رفضت قبرص مجددًا مقترح تطوير حقل أفروديت للغاز من قبل التحالف المشغّل، بعد انتهاء المهلة الأخيرة لمراجعة خطة التطوير التي طال انتظارها لأول اكتشاف غاز في البلاد جرى التوصل إليه عام 2011.

ومن ثم، منحت الحكومة القبرصية التحالف المشغّل لحقل أفروديت بقيادة شركة شيفرون الأميركية (Chevron) مهلة 6 أشهر أخرى للتوصل إلى خطة منقحة لتطوير ما يُقدَّر بـ4.2 تريليون قدم مكعّبة من الغاز، بعد أن افتقرت خطّته السابقة إلى جدول زمني.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن)، تبدو نيقوسيا منزعجة بشكلٍ خاص من الآثار المترتبة على تراجع الإيرادات بشكلٍ كبيرٍ، نتيجةً لتوقعات الإنتاج المنخفضة بموجب خطط شيفرون المنقحة.

وقالت شيفرون -بدورها-، إن خطة تطوير الحقل الأصلية لعام 2019 من غير المرجّح أن تلبي متطلبات العائد على الاستثمار.

رفض خطة شيفرون لتطوير الحقل

قدّمت شيفرون أحدث خططها، بعد أن رفضت نيقوسيا في أغسطس/آب 2023 المقترحات السابقة، مؤكدة أن خطة عام 2019 ملزمة.

ومن جانبها، أوضحت شيفرون أن الخطة -التي وُقِّعَت قبل تولّيها تشغيل الحقل من خلال شرائها لشركة نوبل إنرجي (Noble Energy) في عام 2020- تُعدّ غير اقتصادية.

وخفضت الشركة مراجعاتها المقترحة لعام 2023 بمقدار مليار دولار من التكلفة المتوقعة، لكنها تتصور أيضًا انخفاض الإنتاج من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

وأرسل التحالف المشغّل لحقل أفروديت بقيادة شركة شيفرون، اقتراحه الجديد إلى وزير الطاقة القبرصي جورج بابادوبولوس، في 28 مارس/آذار 2024، وجرى تقييمه من قبل دائرة الهيدروكربونات في وزارة الطاقة ومستشاري الدولة.

وفي 30 أبريل/نيسان 2024، ردَّ وزير الطاقة جورج بابادوبولوس برسالة إلى شركة شيفرون، رافضًا الاقتراح الجديد المقدَّم من التحالف الذي يضم شركات شيفرون ونيوميد إنرجي الإسرائيلية (NewMed Energy) وبي جي قبرص (BG Cyprus).

ترى وزارة الطاقة القبرصية أن اقتراح شيفرون لتطوير حقل أفروديت الذي أُرسل في مارس/آذار 2024 "لم يكن مستهدفًا، ولا يشمل جداول زمنية محددة"، إذ لم يقدّم ضمانات كافية للاستغلال التجاري لأفروديت ضمن الإطار الزمني المطلوب.

وفي رسالته، طلب وزير الطاقة القبرصي جورج بابادوبولوس من شيفرون اتخاذ "إجراءات محددة وموجهة" و"جدول زمني محدد" من شأنه تأكيد التزام الشركة بتطوير حقل الغاز، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "فيلفثيروس" المحلية (Phileleftheros).

أحد الاكتشافات في حقل أفروديت
أحد الاكتشافات في حقل أفروديت - الصورة من صحيفة "كاثيريميني" اليونانية

هل تنجح خطة تطوير حقل أفروديت؟

كانت شركة شيفرون تتوقع الحصول على شروط محسّنة لجعل "وحدة الإنتاج العائمة حالة قابلة للاستثمار"، بعد أن أشارت بئر التقييم العام الماضي (2023) في أفروديت إلى انخفاض بنسبة 20% في الرقم الأصلي للغاز داخل الحقل.

وقالت نيوميد، إن شركاء أفروديت "يعتزمون دراسة الآثار المترتبة بالرسالة الواردة من حكومة قبرص، ومسارات العمل الممكنة المتاحة لهم في هذا الصدد".

وينتظر الجميع أن يرى ما إذا كانت رسالة نيقوسيا المؤرّخة في 30 أبريل/نيسان تمثّل قرارًا نهائيًا أو موقفًا تفاوضيًا، فيما يُنظر إليه على أنه مخاطرة بتوتر العلاقات مع شيفرون، وربما واشنطن، بسبب نهجها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن تقرير نشرته مجلة "ميس" الاقتصادية (Mees).

وأضاف التقرير أن الشركة الأميركية الكبرى يمكن أن تنسحب من المشروع، ما يجعلها في موقف انتهاك للعقد، في حين تهدد نيقوسيا بإصدار إشعار للشركاء بمهلة مسبقة لمدّة 3 أشهر بأنهم يخططون لإلغاء الترخيص.

ولا تعتقد بعض الجهات في قبرص أن شركة شيفرون لديها أيّ نية لتطوير أفروديت، وأن همّها الوحيد هو الاحتفاظ بالأصول لأطول مدّة ممكنة؛ وعلى الرغم من ذلك، فإن قبرص على استعداد لمنح شيفرون فرصة للالتزام بخطّة 2019.

من المرجّح أن يكون الخيار الأمثل لشركة شيفرون لتطوير احتياطياتها من الغاز في شرق البحر المتوسط هو المضي قدمًا أولًا في التوسع الكامل للحقل في حقل ليفياثان القريب من إسرائيل، الذي تديره أيضًا، وتطوير أفروديت لاحقًا بوصفه ربطًا مع حقل ليفياثان عندما يبدأ الإنتاج هناك في الانخفاض.

وبالنظر إلى أن هذا من المحتمل أن يعوق تطوير أفروديت لمدّة عقد من الزمن، فإنه دون شكّ لن يكون أمرًا جيدًا لنيقوسيا.

حقيقة أن الأطراف في مشروع حقل أفروديت المشترك هم أيضًا شركاء في حقل ليفياثان الإسرائيلي، الذي يخضع للتطوير بالإضافة إلى استثمارات جديدة باهظة الثمن، تعمل بحسب ما يبدو على ضمان أن شيفرون ونيوميد إنرجي لا تنظران إلى حقل أفروديت بوصفه مشروعًا ذا أولوية بالنسبة لهما، وفق ما أكدته صحيفة "فيلفثيروس" القبرصية.

ما علاقة حقل ظهر المصري؟

تنصّ خطة 2019 على ربط وحدة إنتاج عائمة تقع فوق الحقل عبر خط أنابيب تحت البحر إلى إدكو على الساحل المصري، على بعد نحو 480 كيلومترًا، مع 5 آبار لإنتاج 800 مليون قدم مكعّبة يوميًا.

وتتصور مراجعات شيفرون لعام 2023 التخلص من وحدة الإنتاج العائمة، وخفض عدد الآبار إلى 3 بإنتاج 650 مليون قدم مكعّبة في يوميًا، وربط أقصر بمنشآت شل (Shell) في منطقة امتياز غرب الدلتا العميق قبالة سواحل مصر.

وفي نهاية المطاف، وافقت شيفرون في ديسمبر/كانون الأول 2023 على أنها ستعيد تقديم خطة تطوير "محسّنة" تتوافق بشكل أوثق مع خطة 2019، بما في ذلك الحفاظ على استعمال وحدة الإنتاج العائمة، التي كانت على ما يبدو مطلب نيقوسيا الرئيس في المفاوضات.

وفي 28 مارس/آذار 2024، قدّمت شركة شيفرون إلى نيقوسيا خيارات التحسين التي تقترح الاحتفاظ بوحدة الإنتاج العائمة، ولكن رقم الإنتاج المتصوَّر يتراوح بين 400-600 مليون قدم مكعّبة يوميًا من 4 آبار، وهو أقل من الرقم المذكور في مقترحات مايو/أيار 2023.

ستتحقق وفورات من خلال إنشاء خط أنابيب أقصر تحت سطح البحر يبلغ طوله 240 كيلومترًا إلى منشآت المعالجة في مدينة بورسعيد بمصر، مع الاستفادة من "ممر" خطوط الأنابيب نفسه الذي يربط حقل ظهر المصري التابع لشركة إيني (Eni)، بالشاطئ.

ومع وصول إنتاج "ظهر" حاليًا إلى 1.9 مليار قدم مكعّبة فقط -وما يزال ينخفض- مقابل 3.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا، ربما تتصور شيفرون أنها تستطيع الاستفادة من طاقة المعالجة غير المستعملة في الحقل المصري العملاق، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "فايننشال ميرور" (Financial Mirror).

حقل ظهر المصري
حقل ظهر المصري - الصورة من الموقع الرسمي لشركة إيني

اهتمام آخر بحقل ظهر المصري

مع ذلك، تضع إيني عينها -أيضًا- على هذا الأمر، إذ يُعدّ الربط بحقل "ظهر" خيار التطوير المفضل لحقل غاز "كرونوس" واكتشافاتها الأخرى في المربع 6 بقبرص.

وعلى الرغم من أن شركة شيفرون طرحت على نيقوسيا خيار الجمع بين تطوير أفروديت وتطوير كرونوس -الذي تبلغ احتياطياته 2.5 تريليون قدم مكعّبة-، فإن إيني استقبلت هذه الخطط بـ"برود"، وفق ما اطّلعت عليه عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي إشارة إلى رغبة كلا الجانبين في تطوير كرونوس، سافر الرئيس التنفيذي لشركة إيني، كلاوديو ديسكالزي، إلى نيقوسيا في 30 أبريل/نيسان 2024 للقاء الرئيس نيكوس خريستودوليدس.

وكانت نيقوسيا تأمل أن تجلب زيارة ديسكالزي معها خطة تطوير رسمية، إلا أن الرئيس التنفيذي لشركة إيني كرَّر -بدلًا من ذلك- شفهيًا أنه يُفضّل ربط كرونوس بحقل غاز ظهر، على بعد نحو 90 كيلومترًا في المياه المصرية.

وتسعى القاهرة بشدة للحصول على أكبر قدر ممكن من الغاز مع انخفاض إنتاجها، وارتفاع الطلب مع عودة انقطاع التيار الكهربائي منذ صيف عام 2023.

يقول تقرير نشرة "ميس" المتخصصة: "قد تشعر نيقوسيا بالارتياح لأن ثرواتها من الغاز لا تعتمد كلها على شيفرون ومصير أفروديت، لكن عليها أن تكون حذرة من أن استعداد إيني للتحرك بسرعة بشأن كرونوس يرتبط بخيبة الأمل الكبيرة -أو حتى الفشل- في حقل ظهر".

ومع ذلك، فإن آمال القاهرة في تحقيق أول إنتاج للغاز بحلول عام 2026، أو حتى 2025، من المقرر أن تتبدد؛ إذ قررت شركة شيفرون أن هناك حاجة إلى بئر تقييم إضافية، ومن غير المرجّح أن تُحفر هذه البئر حتى العام المقبل (2025) بسبب عدم توفُّر منصات الحفر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تركيا تدشن مصنعًا لتطوير بطاريات المركبات الثقيلة
التالى قطاع النفط النيجيري يطرح 17 رخصة للمستثمرين