نهاية مستحقة لـ «شباك السموم» – أخبار السعودية

نهاية مستحقة لـ «شباك السموم» – أخبار السعودية
قدرات احترافية، وعمل أمني مميز، تنفذه وزارة الداخلية في التصدي لمهربي المخدرات، ومواجهتهم عبر الضربات الاستباقية المباغتة، التي نجحت في إفساد كل المخططات الإجرامية لإغراق الوطن بالسموم، ونجحت إستراتيجية الداخلية في كبح جماح المهربين والمروجين وتوجيه ضربات موجعة للشبكات التي تستهدف أمن المملكة وشبابها، والعمل على قطع الطريق أمام كل مفسد ومروج، وتعتمد المملكة وسائل مبتكرة وآليات حديثة لكشف شحنات المخدرات، قبل دخولها الأراضي السعودية، وذلك بالتزامن مع حملات توعية مكثفة.

سموم في الطحين

أبرز العمليات الاستباقية أسفرت عن ضبط رجال مكافحة المخدرات نحو 47 مليون قرص إمفيتامين والقبض على مستقبليها بالميناء الجاف في منطقة الرياض، وهم ثمانية أشخاص؛ ستة منهم من الجنسية السورية واثنان من الجنسية الباكستانية.

جاء ذلك استمراراً لسعي الشبكات الإجرامية في محاولاتها لتهريب المخدرات إلى المملكة، اذ أخفت الشحنة في حاويات للطحين، ولكن يقظة رجال الأمن بمكافحة المخدرات وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك كشفت عن محاولاتهم اليائسة وكانت لهم بالمرصاد.

وتمت مداهمة الموقع والقبض على المشاركين في تهريبها، وجرى إيقاف المتهمين واتخاذ الإجراءات النظامية الأولية بحقهم وإحالتهم إلى النيابة العامة.

سرية بيانات المبلغ

أكد وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أن بلدنا مستهدف.. ومن أراد استهداف أي بلد يستهدفه بالسموم في أهم مقدراته والذين هم أبناء الوطن.

وأضاف أن المملكة وضعت كل الممكنات والإمكانات في محاربة المخدرات، بدعم واهتمام من ولي العهد، للحفاظ على أبناء وشباب الوطن.

وقال وزير الداخلية في الحرب على المخدرات: ما في شك أن دعم كل الأجهزة الأمنية بكل الممكنات والإمكانات مهم من أجل تحقيق الأهداف، ولا شك أن العمل الاستباقي مهم، والتحضير قبل أي عملية مهم، ونراهن دائماً على وعي المواطن في الإبلاغ عن المهربين والمروجين، ونعتمد بشكل كبير جداً على ما يرد من بلاغات التي تعامل بكل سرية واحترافية بحيث لا يلحق المبلغ أي مساءلة ونحافظ على سرية بياناته وعلى معلوماته.

قيادة مركزية لملاحقة المهربين

كشف مدير الأمن العام الفريق محمد عبدالله البسامي، عدد المساجين الموقوفين بقضايا مرتبطة بالمخدرات قبل حملة «الحرب على المخدرات». وقال إنهم «يمثلون 49% من المجموع العام، وارتفعت هذه النسبة بعد الحملة لأكثر من 65%».

وأوضح أن الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات منذ انطلاقها شكّلت قيادة مركزية في وزارة الداخلية، ولجاناً أمنية في جميع مناطق المملكة، وعززت القدرات لكشف الأساليب الإجرامية لتهريب وترويج السموم، وستستمر للوصول إلى أوكار المروجين والمهربين.

وشدد البسامي على أن الجهود الأمنية الميدانية للحرب على المخدرات أثمرت ضبط 76 مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر، و22 طناً من مادة الحشيش المخدر، و900 طن من نبات القات المخدر، و174 كيلوجراماً من مادة الكوكايين، وطن ونصف الطن من مادة الميثامفيتامين المخدر (الشبو).

وأشاد مدير الأمن العام، بقدرات المملكة التقنية الهائلة في سرعة وصول الجهات الأمنية لأوكار المهربين والمروجين، والقبض عليهم، مشيراً إلى أن الجرائم الجنائية المرتبطة أسبابها بقضايا المخدرات انخفضت منذ بدايتها.

تفاصيل الـ47 مليون قرص

أوضح مدير عام مكافحة المخدرات اللواء محمد سعيد القرني، أن المُشاهد في تهريب الكميات أن العرض أكثر من الطلب، وهذا يعني أن المقصود ليس الربح بل شباب البلد، مضيفاً نحن شعب مستهدف في أمننا وفي بلدنا وفي عقيدتنا، وفي شبابنا، ولكن نحن بمشيئة الله بالمرصاد.

وأفصح اللواء القرني، عن ملابسات قضية الـ47 قرص من مادة الفيتامين، التي كانت أكبر قضية تضبط في المملكة، وقال إن بدايتها كانت تحت المراقبة بناء على معلومات سرية توفرت عن وجود كمية كبيرة تستهدف المملكة، لذا تم وضع تلك الكمية تحت المتابعة الدقيقة عن طريق مصادر سرية. وأضاف أن الكمية تم تصنيعها في مكان واحد، واستغرق تصنيعها ستة أشهر وتم شحنها إلى بلد آخر في مواد غذائية عبارة عن (طحين) وبعدما تم وضعها مع المواد الغذائية أعيدت إلى البلد المصنع، وتم تصديرها من جديد إلى بلد أوروبي عن طريق البحر، وقد قسمت الشحنة إلى قسمين كل شحنة توجهت إلى بلد آسيوي بقصد التضليل، ورجال مكافحة المخدرات يتابعون تحركاتها بكل سرية، ومهما حاولوا التضليل من خلال المرور من عدة دول، والتغيير في الشكل والبلد المصنع، فنحن لهم بالمرصاد.

وأضاف القرني، أنه تم تغيير السفينة بالكامل إلى سفينة أخرى في محاولة للتضليل وتغيير البيانات، ثم إرسالها إلى المملكة وتحديداً ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، وتم التنسيق مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، ومررت وهي تحت أنظارنا، ولما كان هدفها الوصول إلى الميناء الجاف في الرياض، تركنا الأمر يسير بشكل طبيعي، فتوجهت لمدينة الرياض واستغرقت فترة زمنية؛ لأن المستقبلين للشحنة يأخذون وقتاً من الزمن للتأكد أنه لا يوجد مراقبة أو متابعة لهم، وتم ضبط جميع المتورطين.

«الشبو».. الأخطر

أوضح مدير عام مكافحة المخدرات اللواء محمد القرني، أن المصلحة تقتضي أحيانا إحباط عملية التهريب في تلك البلدان قبل وصولها حفاظاً على سرية مصادرنا، حتى أننا في العام الماضي أحبطنا ما يقارب من 129 مليون حبة إمفيتامين و75 كيلوغراماً من مادة (الشبو) قبل وصولها للسعودية. وبين أن أكثر أعمار المتعاطين بين 20 إلى 40 عاماً، ونسبتهم تتجاوز 75% من القضايا، ومن دون سن 20 عاماً نسبتهم لا تتجاوز 8% تقريباً، ونسبة القضايا النسائية لا تتجاوز 1% من إجمالي القضايا المضبوطة.

والنوع الأكثر خطورة بين المخدرات هو (الشبو)، وأن المخدرات بكل أنواعها فيها خطورة على العقل والدين والجسد.

مكتب إقليمي وتبادل معلومات

أكد المتحدث الرسمي لمديرية مكافحة المخدرات الرائد محمد النجيدي، أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات؛ تتبنى خطة مدروسة للعمل على إحباط أي محاولات تهدف إلى تهريب المخدرات بأنواعها المختلفة إلى السعودية، وترويجها داخل البلاد. وأضاف: «المديرية العامة لمكافحة المخدرات تعمل على إيجاد شبكة من العلاقات بين أجهزة الدولة ذات العلاقة، مثل: هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وغيرها من الأجهزة ذات العلاقة».

من جانبها، أوضحت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، أن المكتب المحلي في الجمارك السعودية يتابع بالتعاون مع المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات (ريلو الرياض)؛ الذي يتبع منظمة الجمارك العالمية، ما يستجد من طرق التهريب وخطوط السير، حيث تزوّد كل المنافذ الجمركية بما يحد من دخول الممنوعات إلى البلاد.وأوضحت ضبط نحو 5081 كيلوغراماً من المخدرات في النصف الأول لهذا العام، وبلغ حجم الحبوب المخدرة نحو 13 مليون حبة، إضافة إلى ضبط نحو 11 مليون حبة كبتاغون مخدرة في جمرك ميناء ضباء.

تصدٍ صارم للآفة

أشاد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، بجهود منسوبي مكافحة المخدرات والإنجازات الأمنية والضربات الاستباقية ضد الشبكات الإجرامية، وأكد نجاح الحملة وأهمية استمرارها لقياس الأثر في مستهدفاتها حفاظاً على أمن الوطن واستقراره.

وأشارإلى جهود رجال مكافحة المخدرات، في إنجازهم العظيم في إحباط عمليات تهريب الكميات الكبيرة من المخدرات وترويجها داخل المملكة العربية السعودية، ولتصديهم لهذه الآفة من أجل حماية المجتمع من الوباء المدمر.