تواصل سلطنة عمان العمل لتنفيذ إستراتيجيتها الرامية للاستحواذ على حصة من سوق الهيدروجين الأخضر، من خلال توقيع صفقات ضخمة مع عدد من المطورين العالميين.
وكشف خبير صناعات الغاز والهيدروجين المهندس وائل حامد عبدالمعطي أن هدف عُمان الطموح لإنتاج مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030 سيحتاج إلى استثمارات كبيرة.
وقال في تغريدة عبر حسابه بمنصة إكس، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة: "هذا الإنتاج بتقديري سيحتاج إلى استثمارات بما لا يقلّ عن 30 مليار دولار (حسب أسعار السوق السائدة) ونحو 20 غيغاواط من القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة".
وكانت شركة هايدروم العمانية قد وقّعت يوم الإثنين 29 أبريل/نيسان 2024 أول اتفاقية تطوير مشروع وحق انتفاع بالأرض مع تحالف مجموعة كهرباء فرنسا "إي دي إف" (EDF)، وشركة جي باور (GPower)، وشركة يامنة، ضمن الجولة الثانية من المزايدات العلنية لأراضي مشروعات الهيدروجين في ظفار.
مليون طن من الهيدروجين العماني
أكد وزير الطاقة والمعادن سالم بن ناصر العوفي، على هامش حفل توقيع اتفاقيات مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، أن بلاده على استعداد لتحقيق ما وعدت به بإنتاج مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030.
وقال: "نطمح إلى تحقيق نجاح عالمي، وأن نكون في طليعة إنتاج الهيدروجين، ونعتمد منهج الشفافية وتكافؤ الفرص".
وتوقّع العوفي أن ترتفع القيمة الاستثمارية لمشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان إلى 50 مليار دولار خلال 7 السنوات المقبلة، وزيادة الإنتاج ليصل إلى 1.4 مليون طن بحلول 2030.
وشدد خلال حفل توقيع الاتفاقيتين "7 و8" لمشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان على أن المستثمرين في القطاع يأتون من كل الدول، فهناك شركات خليجية وكورية وفرنسية ويابانية وبريطانية وأسترالية تدخل للمرة الأولى للاستثمار في بلاده.
وأعرب وزير الطاقة والمعادن العماني عن أمله أن توفر مشروعات الهيدروجين الأخضر الوظائف المناسبة للشباب والباحثين عن عمل.
الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
تطمح سلطنة عمان إلى أن تصبح أحد أكبر منتجي الهيدروجين على مستوى العالم بحلول عام 2030، مستفيدة في ذلك بما تمتلكه من مقومات بشرية وطبيعية وجغرافية تؤهلها لريادة القطاع الواعد.
يقول الوزير العوفي، إن بلاده أكملت المرحلة الأولى من مشروعات الهيدروجين الأخضر، التي ستعزز القدرة العالمية على إنتاج الكهرباء بمقدار ضعف القدرات الحالية، بينما تعمل جاهدة في الوقت الحالي على مضاعفة إنجازاتها من خلال الاتفاقية التي تُوقِّعها.
وأكد أن سلطنة عمان تتطلع إلى إيجاد حلول للتحديات المستقبلية، وتعمل على تحقيق جاهزية المستهلك النهائي لاستقبال الهيدروجين العماني، لافتًا إلى أن الحديث جرى خلال المرحلة الأولى بشأن نقل الهيدروجين بصورة أمونيا، ولكن بلاده تسعى لبدء نقله بصورة سائلة، كونه الخيار الأمثل.
وتهدف السلطنة إلى إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وصولًا إلى استغلال 30% من الأراضي المخصصة حاليًا في عام 2050 لإنتاج ما يقارب 8.5 مليون طن، بقيمة استثمارية تبلغ 140 مليار دولار.
وكانت الجولة الأولى من المزايدة العامة التي طرحتها شركة هايدروم قد حققت نجاحًا كبيرًا من خلال توقيع اتفاقيات بقيمة استثمارية تجاوزت 30 مليار دولار، لإنتاج ما يصل إلى 750 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، باستعمال 18.5 غيغاواط من الطاقة المتجددة، بمساحة إجمالية تغطي 1600 كيلو متر مربع في ولاية الدقم.
وانطلقت الجولة الثانية من المزايدة العامة في يونيو/حزيران الماضي، إذ ضمّت 3 مناطق امتياز للهيدروجين الأخضر بمحافظة ظفار، تتراوح مساحتها بين 340 و400 كيلومتر مربع لكل منطقة، وتوفر فرص استثمارية واعدة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، وقّعت هايدروم 4 صفقات، باستثمارات تزيد عن 38 مليار دولار، تضمنت اتفاقيتَي تطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض مع "تحالف صلالة للهيدروجين الأخضر"، ومذكرة تفاهم مع جهاز الاستثمار العُماني وشركة "سيمنس إنرجي"، لبحث تطوير وإنشاء وتشغيل منشأة لتصنيع المحللات الكهربائية، وأخرى مع مجموعة "أسياد"، للتعاون في القطاع اللوجستي لدعم تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
