ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس 2 مايو/أيار (2024) في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلسات الثلاثة الماضية وسط آمال بانتعاش الطلب.
يأتي ذلك بفضل توقعات بأن انخفاض أسعار الخام الأميركي إلى ما دون الـ80 دولارًا للبرميل قد يدفع الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، إلى البدء في تجديد احتياطيها الإستراتيجي، مما يضع حدا أدنى لأسعار الخام.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الأربعاء 1 مايو/أيار على تراجع بنسبة بنسبة 3.5% لتواصل الهبوط للجلسة الثالثة على التوالي، مع تلاشي مخاوف قطع الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:05 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:05 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يوليو/تموز 2024، بنسبة 0.70%، لتصل إلى 84.02 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو/حزيران 2024، بنسبة 0.66%، لتصل إلى 79.52 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في 7 أسابيع أمس الأربعاء بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة ثابتة، مما قد يحد من النمو الاقتصادي هذا العام ويحد من زيادة الطلب على النفط.
تحليل أسعار النفط
تعرضت أسعار النفط الخام لضغوط بسبب الزيادة غير المتوقعة في مخزونات النفط الأميركية وعلامات وقف إطلاق النار الوشيك بين في غزة والذي من شأنه أن يخفف المخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط.
وقال رئيس شركة إن إس تريدينغ (NS Trading) وهي وحدة تابعة لشركة نيسان سيكورتيز (Nissan Securities)، هيرويوكي كيكوكاوا: "لقد حظي سوق النفط بدعم من التكهنات بأنه إذا انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 79 دولارًا، فإن الولايات المتحدة ستتحرك لبناء احتياطياتها الإستراتيجية".
قالت الولايات المتحدة إنها تهدف إلى تجديد ملء احتياطي النفط الإستراتيجي بعد عملية بيع تاريخية من مخزون الطوارئ في عام 2022 وتريد إعادة شراء النفط بسعر 79 دولارًا للبرميل أو أقل.
وفي الشرق الأوسط، تزايدت التوقعات بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد يكون في الأفق بعد تجدد الجهود بقيادة مصر.
ومع ذلك، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في الهجوم الذي وعد به منذ فترة طويلة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، على الرغم من الموقف الأميركي وتحذير الأمم المتحدة من أن ذلك سيؤدي إلى "مأساة".
مخزونات النفط الأميركية
قالت مؤسّسة مركز "فاندا إنسايتس"، المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري: "مع اقتراب تأثير تراكم مخزونات النفط الأميركية وإشارة الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة على المدى الطويل، فإن الاهتمام سيتجه نحو نتائج محادثات غزة".
وأضافت هاري: "طالما استمرت موجة التفاؤل الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار، أتوقع استمرار التحيز الهبوطي في النفط الخام".
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام ارتفعت 7.3 مليون برميل إلى 460.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل/نيسان، مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لانخفاض قدره 1.1 مليون برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام بلغت أعلى مستوياتها منذ يونيو/حزيران، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأميركي) أسعار الفائدة ثابتة أمس الأربعاء، وأشار إلى أنه لا يزال يميل نحو تخفيضات نهائية في تكاليف الاقتراض، لكنه وضع علامة حمراء على قراءات التضخم المخيبة للآمال في الآونة الأخيرة.
وأي تأخير في خفض أسعار الفائدة قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتقليص الطلب على النفط.
ومع ذلك، فإن استمرار تخفيضات الإمدادات من قبل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها، المعروفين باسم أوبك+، سيدعم أسعار النفط.
يتوقع المحللون في سيتي ريسيرش (Citi Research) أن تمدد أوبك+ تخفيضات الإنتاج خلال النصف الثاني من العام عندما يجتمع وزراء التحالف في الأول من يونيو/حزيران.
وقال المحللون في مذكرة: "إذا تحركت أسعار النفط الخام إلى نطاق 90-100 دولار، فمن المرجح أن تخفف أوبك+ التخفيضات، مما يوفر سقفًا ناعمًا للنفط".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
