أخبار عاجلة

كيف أنعش “البدر”اقتصاديات الشعر والغناء؟

كيف أنعش “البدر”اقتصاديات الشعر والغناء؟
كيف أنعش “البدر”اقتصاديات الشعر والغناء؟

في النسيج البشري، هناك من يُشعّون بنور فطري، كأنما خُلقوا ليكونوا محور الأنظار. إنهم أولئك الذين زُرعت في روحهم بذور الجاذبية والتأثير، فأينما حلّوا، تتبعهم الأعين وتتوق القلوب لسماع صدى أصواتهم. هم حاملو مشاعل الإلهام، مُنيرين دروب الإبداع بكاريزما تفوق الوصف، وموهبة تتجاوز حدود المألوف.

من هؤلاء يتصدر الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي رحل عنا يوم السبت الماضي بعد مشوار طويل من العطاء في مجال الشعر والكلمة، حضوره كان يحرك اقتصاديات متعددة، ويخلق فرص عمل، وأيضا تتكسب منه شركات الدعاية والاعلان والتسويق، وتنتعش دور النشر والمكتبات لتتلقف ديوان شعره وقصائده، وحتى مواقع التواصل الاجتماعي تسجل اعلى نسبة مشاهدة وتحصل المادة المنشورة اعلى نسب الاعجاب.

سيبقى في رحاب الذاكرة الثقافية والأدبية اسم الشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن كأحد أعمدة الشعر والادب في السعودية، لم يكن مجرد شاعر ينظم القصائد، بل كان مهندس كلمة صاغ من خلالها هوية ثقافية وادبية عميقة الأثر، وفي الوقت الذي نودع فيه هذا الرمز الثقافي، نجد أنفسنا أمام ميراث ثري يستحق الدراسة والتأمل، ليس فقط لجمالياته الأدبية، بل لمساهماته الفعالة في تشكيل الاقتصاد الثقافي والادبي للسعودية.

كان “البدر”، الذي ولد في بيت علم وادب، رائدا في تحديث الشعر العربي، مقدما نصوصا أدبية تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي، وبوفاته، نفقد فقط ليس شاعرا مبدعا، يل نفقد أيضا جزءا من الروح الثقافية التي اثرت في الوجدان السعودي والعربي على حد سواء، لقد كانت قصائده أكثر من مجرد كلمات مكتوبة، فهي تحمل في طياتها القيم والمعاني التي تشكل جزءا لا يتجزأ من النسيج الثقافي والاجتماعي للسعودية.

أسهم “البدر” بشكل كبير في الاقتصاد الثقافي والادبي، حيث كان محورا للحراك الثقافي والادبي، كانت امسياته الشعرية تشعل شرارة الحماس في قلوب الجماهير، حيث كانت تمتلئ القاعات عن اخرها بمحبي الشعر والادب، سواء داخل المملكة او في ارجاء العالم العربي.

كانت كل أمسية شعرية يحييها “البدر” تعد حدثا ثقافيا بحد ذاته، يجذب الأنظار ويحرك السوق الثقافية بأكملها، فمع كل قصيدة يرتلها، لا تسمع فقط الكلمات، بل تحس النبضات الاقتصادية التي تتردد صداها في مختلف القطاعات، تنبض الحياة في خدمات النقل والمواصلات والمسارح وساحاتها المحيطة، وتزدهر مبيعات دواوينه وقصائده وتتألق الأسواق بمنتجات تحمل بصمته الأدبية، من هنا نرى كيف ان “البدر” لم يكن مجرد شاعر، بل كان رمزا للتأثير الثقافي الذي يتعدى حدود اللغة والادب، ليصل الى قلب الاقتصاد، محركا عجلة الاقتصادي في كل مكان يطأ بقدميه، وفي كل مكان تردد فيه قصائده.

من بين الجهود المبذولة لتخليد إرث الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، يبرز مشروع انشاء متحف، الذي يعد معلما ثقافيا يحتضن تاريخه الادبي واعماله الفنية، وهذا المتحف لن يكون فقط للحفاظ على مقتنياته الشخصية ومخطوطاته النادرة، بل أيضا الى توفير مساحة للتفاعل الثقافي والابداعي بين الأجيال الجديدة والشعر العربي الأصيل، كما يعتبر مسرح بدر بن عبد المحسن، منصة لعرض الاعمال المسرحية والشعرية التي تعكس روح الشعر العربي وتجسد القيم التي عرف عنها، وسيكون للمسرح مركزا للفنون يجمع بين الحداثة والتراث، وأيضا في سياق مواز، جائزة الأمير “البدر” للشعر والتي ستكون تكريما للمواهب الشعرية الواعدة، واكتشاف الأصوات الشعرية الجديدة وتشجيعها.

في غيابك، تبكي الكلمات وتنزف الأحاسيس. لن ننسى أبدًا قصائدك الراقية، وسنحتفظ بذكراك في قلوبنا. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وفي السماء ارتقِ بأجنحة الشعر الراقي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حقل أفروديت للغاز يثير الجدل مجددًا.. وحقل ظهر المصري يترقب الموقف
التالى أكبر حقل غاز في الدنمارك يواجه مشكلات فنية تؤجل ذروة إنتاجه