لطالما كانت الرياضة من الاعتبارات المهمة في المجتمع السعودي، وكانت تنال اهتماما واسعا من الحكومة والمواطن بالدعم والمشاركة والتشجيع وكانت من اهم وسائل الترفيه للاسرة والاصدقاء. ولأهميتها في بناء الشخصيات والمجتمعات لاحظنا تقدمًا في مجال الرياضة في المملكة العربية السعودية يعود إلى دعم واضح من وزارة الرياضة اللجنة الأولمبية والبارالمبية، تحت توجيه رؤية سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تعزيز الرياضة وتطويرها في المملكة لتحقيق التميز إقليميًّا وعالميًّا، وتعزيز العمل الاحترافي للقطاع، إلى جانب تعزيز ممارسة الرياضة نحو بناء مجتمعٍ رياضي حيوي.
فقامت المملكة في السنوات الأخيرة بدعم كبير بدأ في تقييم البنية التحتية الرياضية في المملكة وتطوير المرافق وتحسينها والاستثمار فيها، وتفعيلها في التدريب والبطولات المحلية. كما قامت بتطوير وبناء الملاعب والصالات الرياضية والمسابح لاستقطاب الرياضيين والزوار واستضافة البطولات فيها ومن ابزر الامثلة مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة ويقع فيها ملعب الجوهرة الذي يستضيف الى 65 الف متفرج بالاضافة الى مرافق رياضية من ملاعب اخرى متعددة. وفي الرياض ملعب جامعة الملك سعود مثال للاستثمار الرياضي الناجح حيث يتم استعماله بشكل دوري وتتسابق الجهات على الفوز بالرعاية فيه، كما يتم العمل حاليا على مشروع المسار الرياضي الذي يمتد لمسافة اطول من مئة كيلومتر داخل المدينة موفرا مسارا للرياضيين من مشي ودراجة وسيتضمن اكثر من 50 منشأة رياضية. واخيرا وليس اخرا يجب ذكر حلبة كورنيش جدة التي تستضيف سباقات الفورمولا 1 العالمية وتعتبر ثاني اطول حلبة بالعالم استضافت اكبر الاسماء في مجالها لأربع سنوات متتالية.
فبالاضافة الى استضافة البطولات العالمية مثل الفورمولا 1، وجذب الرياضيين والمحترفين والمشجعين قامت المملكة باستضافة عدد كبير من البطولات مثل نهائيات اوراية لكرة القدم مثل السوبر الايطالي والاسباني، ورالي داكار الذي كان يتجول في مناطق المملكة واكستريم اي في العلا، والاي ون في جدة، ونهائي بطولات الملاكمة العالمية وبطولات التنس للمحترفين وانشاء بطولات للناشئين واستضافتها وبطولات سباقات الفورمولا الكهربائية الصديقة للبيئة في الدرعية لاعوام متتالية وغيرها الكثير.
وتقوم المملكة بتوجيه الاستثمار بشكل واضح في الدوري السعودي، حيث قام صندوق الاستثمارات العامة بالاستثمار في العديد من الفرق مما مكنهم من استقطاب افضل اللاعبين العالميين مثل كرستيانو رونالدو وكريم ينزيما والكساندر متروفتش وغيرهم في مختلف فرق الدوري السعودي مما ادى الى رفع مستوى اللاعبين السعوديين بتمكينهم من اللعب مع مجموعة من اللاعبين العالميين وجذب الانظار الى المملكة ورفع قيمة الدوري السعودي الذي يعتبر من أفضل دوريات كرة القدم في اسيا.
كما يتضح من اهتمام وزارة الرياضة إنشاء العديد من الاتحادات الرياضية من أجل دعم الرياضات المختلفة وارى ذلك جليا حيث لدي عضوية في مجلس ادارة اتحاد الرياضات البحرية والغوص ونركز في الاتحاد على دعم البنية التحتية للرياضات البحرية والغوص بالتعاون مع العديد من اصحاب المصلحة من أجل توفير المكان المناسب وتذليل الصعوبات للرياضيين وعمل بطولات محلية طوال العام في مختلف المجالات من أجل زيادة عدد الرياضيين وترشيحهم لتمثيل المملكة في البطولات العالمية. ويتم التركيز ايضا على تمكين المرأة حيث تم ترشيحي لاكون رئيس لجنة المرأة في الاتحاد ويهدف عملنا في اللجنة الى مساندة فريق الاتحاد لرفع الوعي بأهمية الرياضة للسيدات ودعمهم وتقديم المشورة من أجل تطويرهم وتوفير التسهيلات والدعم.
كما نلاحظ ان تم إنشاء العديد من الفرق الرياضية المختلفة في مختلف الرياضات، بالإضافة إلى تمكين المرأة في الرياضة وذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف المجالات الرياضية وقد تم تحقيق العديد من الإنجازات الرياضية سواء على المستوى الخليجي أو الإقليمي أو القاري والدولي, ومن أبرزها تأسيس دوري كرة القدم النسائي في المملكة وحصول المملكة على العديد من الميداليات في بطولات الالعاب البرالمبية.
وقد اجتمعت كل هذه الجهود من استثمارات وبنية تحتية واستضافات وبرامج دعم وتطوير الرياضيين والمواهب وتأسيس اكاديميات رياضية لتوفير بيئة رياضية خصبة واعطاء الفرصة للمتميزين ورفع الوعي الرياضي في المجتمع والوصول إلى البطولات العالمية، شهدت المملكة العربية السعودية تقدمًا ملحوظًا ورؤية متفائلة بمستقبل كبير للرياضة في المملكة، حيث نجحت المملكة في ملف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 ودورة الألعاب الاسيوية الشتوية 2029 في نيوم.
ويستمر السعي لتحقيق المستهدفات ومنافسة الدول العالمية في هذا المجال المهم بتوجيهات سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، لايمان المملكة التام بأهمية الرياضة في تعزيز الصحة واللياقة البدنية مما يساهم في تطور المجتمع بشكل شامل ودعم جذب الاستثمارات والسياحة للمملكة.
