هل ستأكل التكنولوجيا الوظائف البشرية؟

هل ستأكل التكنولوجيا الوظائف البشرية؟
هل ستأكل التكنولوجيا الوظائف البشرية؟

حين ظهرت الحواسب الشخصية وأصبح المدراء يكتبون ايميلاتهم بأنفسهم وهي البديل الشرعي للخطابات الرسمية التي كانت تكتب على أجهزة الآلات الكاتبة ساد اعتقاد بان وظيفة السكرتيرة سوف تلغى، ولم يحدث ذلك بل اصبحت مهمتها مختلفة.

وحين حلت الانظمة الحاسوبية محل الإجراءات اليدوية ساد نفس الاعتقاد بانه سيتم الاستغناء عن كثير من الموظفين ولم يحدث ذلك بل تم ابتكار مهام ووظائف جديدة مثل إدارات خدمات ما بعد البيع وادارة خدمات العملاء التي تهتم بتقييم العملاء للخدمات المقدمة لديهم.

وحين كنت في امريكا احتجت لزيارة طبيب بسبب نزلة برد وحين ذهبت للعيادة تفاجأت بعدم وجود موظفة استقبال بل هناك شاشة كمبيوتر تدخل عليها معلوماتك الشخصية فيظهر عند الدكتورة بشكل تلقائي وتدخلك حين يحين دورك، عيادة كاملة يعمل فيها شخصين فقط الدكتورة والصيدلي وهي من تقوم أي الدكتورة بعمل التحاليل اللازمة ولا تحتاج لمختبر متخصص لعمل ذلك.

كما أن هيئتنا الرائعة هيئة الترفيه أنشأت تطبيق لكل فعاليات مواسم السعودية ويتم من خلاله حجز التذاكر وخدمة GPS لإيصالك الى الموقع وبذلك تم إلغاء شباك التذاكر لكل الفعاليات مما يجعلنا نستغني عن المحاسبين الذين يعملون فيها.

كما لاحظت ان دور السينما بدأت توفر خدمة شراء التذاكر عن طريق تطبيقها على الهاتف أو عن طريق شاشات خاصة في مقراتها.

كما لاحظت ان بعض المطاعم اصبحت توفر ذات الخدمة التي توفرها دور السينما عن طريق شاشات مخصصة لطلب الوجبات فلا تحتاج الى الوقوف بطوابير طويلة لشراء الوجبات وهذا سيجعلنا نستغني عن وظيفة المحاسبين بالمطاعم، فهل سيتم في المستقبل مكننة جميع الاعمال التي تتم داخل المطاعم بدأ بالطلب وانتهاء بتقديم الوجبات للزبائن مرورا بعمليات الطبخ.

كما بدأ إنتاج السيارات ذاتية القيادة التي لا تحتاج الى سائقين واعتقد أنه في المستقبل القريب أي خلال الثلاثين سنة القادمة سوف تلغى وظيفة سائقي السيارات وتصبح جميع السيارات ذاتية القيادة مما سيحد بشكل كبير من المخالفات المرورية والحوادث.

كما اعتقد ان الشركات الاعلامية التي تدير القنوات الفضائية سوف تستغني عن الكثير من الوظائف وذلك نتيجة ضهور منصات خاصة لها ليختار المشاهد ما يرغب في مشاهدته وبالوقت الذي يريد.

لقد أصبح جهازي اللوحي وجهاز جوالي يمثلان كل شيء فإذا اردت أن احصل على أي خدمة سواء من جهة حكومية أو خاصة فلا يستلزم الامر أي عناء كل ما علي فعله ان أطلب الخدمة من التطبيقات المعنية، كما انهما اصبحا يمثلان تلفزيوني الخاص الذي استطيع من خلاله مشاهدة جميع القنوات التي ارغب بها، كما انهما يمثلان مكتبي الذي امارس من خلاله الاعمال المكلف بها فمن خلالهما استطيع استقبال وارسال البريد الالكتروني، لا ادري ان كانت المنشآت سوف تستغني عن مقرات العمل ويصبح الموظف يمارس عمله من المنزل لقد بدأت فعلا الشركات الامريكية بتطبيق ذلك.

لقد كان الناس بالسابق يعملون بجهد أكبر وبذكاء أقل حيث كانوا يعملون بالمهن الحرفية والفلاحة والتي تستلزم جهدا بدنيا عاليا، وذلك قبل ظهور الآلات التي تقوم بأعمالهم الشاقة فلقد أصبح الناس مع تطور التكنولوجيا يعملون بذكاء أكبر وبمجهود أقل.

وعلى الرغم من أن تطور التكنولوجيا ساهم بزيادة الانتاج الا ان العمل اليدوي لا زال يعتبر أكثر جودة من العمل الآلي فتجد الماركات الثمينة تتفاخر بأن منتجاتها مصنعة يدويا.

فهل سوف نصل لمستوى أن يقوم بجميع الاعمال رجال آليين ويقوم البشر الحقيقيين بالإشراف عليهم؟ لا أدري ولكن كل شيء ممكن.  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أكبر الدول المصدرة للنفط إلى إسرائيل في 2024.. دولتان أفريقيتان بالقائمة
التالى السفير الفرنسي في السعودية: تأشيرة "شنغن" للسعوديين دون موعد ومجانية