أخبار عاجلة

الابتكار القانوني

الابتكار القانوني
الابتكار القانوني

أولاً: سر نجاحك يكمن في الأجندة اليومية التي  تعيش وفقها – ماكسويل

أتحدث في هذا المقال عن الابتكار في المجال القانوني ، قد يظن البعض أن المجال القانوني يخلوا من الابتكارات التي تساهم في تطوير منظومته وخدماته وأن هذا القانون محصور على الأنظمة واللوائح والاستشارات والقضايا فقط ، في حين أن هذه الصورة السائدة سوف تصبح شيئاً من الماضي قريباً – بإذن الله -، إن الابتكار القانوني هو إحدى الطرق الحديثة في تحسين وتطوير المهنة وخدماتها وذلك بالاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تحسين وتطوير تلك الخدمات والعمليات القانونية، حيث ظهرت لدينا العديد من التطبيقات القانونية التي تعتمد على تقنيات كـتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوكتشين مما ساهم في سرعة ودقة وفعالية المعلومات القانونية الناتجة عن استخدام هذه التقنيات، وهذا الأمر لم يقتصر على مجال الإدارة القانونية فقط بل شمل ذلك الجانب القانوني في إدارة المخاطر والجانب القانوني في الأمن السيبراني، وغيرهم من المجالات.

إن الابتكار القانوني يشمل جوانب عديدة منها على سبيل المثال : 

  1. تكنولوجيا المعلومات والقانون:

وتكون من خلال تسهيل الوصول للمعلومات القانونية وتسهيل عمليات البحث والتحقق والتواصل بين المحامين العملاء وذلك عبر تطبيقات ومنصات قانونية.

2. السياسات القانونية:

ويمثل الابتكار القانوني في السياسات من خلال تطويرها واستحداث سياسات قانونية جديدة تتوافق مع القوانين واللوائح المحلية والدولية خاصة مع الأنظمة الحديثة كحماية البيانات الشخصية وتنظيمات التكنولوجيا المالية واستخدامات الذكاء الاصطناعي.

3. التعاون الدولي:

إن من أهم الطرق التي سوف تساهم في عمليات الابتكار القانوني هي الشراكات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الدول لمواجهة الجرائم العابرة للحدود كالإرهاب وجرائم غسل الأموال والجرائم الإلكترونية وتجارة المخدرات.

4. تشريع الابتكار التكنولوجي القانوني:

ولكون أن عمليات الابتكار تتم من خلال أشخاص قاموا بالبحث والاجتهاد على فترات متواصلة وطويلة فيجب أن يتم وضع قوانين ولوائح تساهم في تسهيل وحماية عملية الابتكار التكنولوجي القانوني كحقوق الملكية الفكرية وحماية البيانات والقوانين الخاصة بالأمن التكنولوجي واستخداماته.

إن عملية الابتكار القانوني تواجه تحديات عديدة من أبرزها (سرعة التغير التكنولوجي ، وتحديات الأمان والخصوصية ، والتنافسية بين الشركات والأفراد ، والتحديات الأخلاقية والمسؤولية ، وتحديات الأمن السيبراني) وهذه التحديات يتطلب الأمر وجود حلول مبتكرة ومتقدمة للتغلب عليها ولعل أهمها هو تمكين استخدام التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة في تطوير الحلول وتسريع العمليات القانونية  ويكون ذلك على سبيل المثال من خلال توثيق العقود عبر تقنية البلوكتشين وتعزيز تبادل المعاملات الرقمية ورفع مستوى الأمان والثقة بها، وبالإضافة إلى تطوير واستحداث برامج تدريبية وتعليمية مبتكرة لتمكين القضاة والمحامين والمختصين القانونيين من مواجهة تلك التحديات والتغلب عليها والتعامل الأمثل معها ، وللرقابة القانونية دور فعال في تبني التقنيات الحديثة لأغراض التحقق من الامتثال والعدالة والمساواة ومؤشرات الأداء وتقييمها لقياس فعالية النظام القانوني وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وتطوير، ومن أهم طرق نشر ثقافة الابتكار القانوني في مجتمع المهنة هو إعداد مسابقات وتنظيم جوائز تشجع على الابتكار وتطوير الحلول الجديدة في مجال القانون والعدالة ودعم الشركات الناشئة في هذا المجال وهذا دور تناط به وزارة العدل والهيئة السعودية للمحامين وكليات القانون والحقوق والأنظمة بالمملكة وشركات ومكاتب المحاماة الكبرى.

ومن الأمثلة على الابتكارات القانونية في مجال المخاطر والأمن السيبراني ما يلي:

  1. شركة ) Deloitte Legal) حيث قامت بتطوير منهجيات متقدمة في إدارة المخاطر القانونية باستخدام تقنية تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وتساعد هذه المنهجيات المتقدمة على دقة وفعالية القرارات المتخذة من خلالها.
  2. شركة (IBM) قامت بابتكار منصة “QRadar” والتي تعتمد على تقنيات متقدمة لتحليل الحوادث السيبرانية وإدارة الأمان والتعلم الآلي وتوفير التوجيهات الصحيحة والدقيقة حول الهجمات السيبرانية وتقديم استجابات فورية لها.

إن الابتكار في مجال القانون يمثل قفزة نوعية وكبيرة بالمهنة وسيساهم على مواكبة التطوير المستمر للتكنولوجيا مما يجعل الشركات والمنظمات ممتثلة للقوانين واللوائح المحلية والدولية ويساعد على سد الثغرات في بعض القوانين واللوائح ، وبالإضافة لتسهيل وتسريع كفاءة الخدمات المقدمة من القانونين للعملاء  وتعزيز الشفافية والثقة بينهم.

أخيراً يقول أبو فراس الحمداني:

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا

لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا

وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مؤسسة الجود تطلق صك الأضحية وتستهدف أكبر عدد من الأسر الأكثر استحقاقًا في الصعيد
التالى أمين سياسات «مصر أكتوبر» يوضح المفهوم الاستراتيجي للجمهورية الجديدة