هل شهدت الولايات المتحدة تحولًا بشان فكرة مساعدة أوكرانيا، مع موافقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري في الشهر الماضي على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار؟
أو كما حذر الكاتب الأمريكي، ماكس بوت، في صحيفة واشنطن بوست، من أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا متذبذبًا، ما يضع ثقة حلفاء الولايات المتحدة ومدى اعتمادهم عليها على المحك.
خطأ فادح
أوضح بوت أن إقرار مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار بفارق كبير من شأنه أن يهدئ الأجواء المتوترة بين حلفاء الولايات المتحدة، وليس في أوروبا فقط، فقد أعربت كوريا الجنوبية وتايوان واليابان عن قلقها البالغ إزاء السابقة التي قد تنشأ إذا سُمح لروسيا بشن عدوان غير مبرر.
ولفت بوت، في مقال للرأي، نشرته واشنطن بوست، 29 أبريل 2024، إلى أن من المرجح أن مبلغ الـ61 مليار دولار بحلول نهاية العام، ما يعني أن مشروع قانون آخر سيكون ضروريًا في أوائل عام 2025، وإذا فاز دونالد ترامب في نوفمبر المقبل، فمن المستبعد أن يدعم مثل هذا التشريع.
وأضاف أن حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين والآسيويين يرتكبون خطأً فادحًا إذا اعتبروا إقرار مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا بمثابة إشارة إلى أنهم لا يحتاجون إلى تحقيق قدر أكبر من الاستقلال الاستراتيجي، وأن من الأفضل لهم أن يتصرفوا كما لو أن الولايات المتحدة تدير ظهرها للعالم.
تفكير متعدد الأبعاد
كتب خبير الحرب البرية والباحث في معهد أبحاث الدفاع البريطاني، جاك واتلينج، في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز، الخميس 2 مايو 2024 أن حزمة المساعدات الحالية لا يمكنها أن تفعل الكثير لتغيير حسابات ساحة المعركة، فتأخر واشنطن الشديد يعني أن إصلاح الكثير من الأضرار التي لحقت بالقدرات الأوكرانية سيستغرق وقتًا طويلًا.
وأضاف أن أوكرانيا ستخسر أرضها أمام روسيا هذا الصيف، داعيًا الدول الغربية إلى التفكير متعدد الأبعاد بشأن الحرب، وطرق تتجاوز العقوبات لتدمير اقتصاد الحرب الروسي والحملات الإعلامية المحتملة، وأنه ينبغي النظر في هذا الأمر ضد موسكو داخل روسيا.
وقال واتلينج إن إقرار حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية جاء في الوقت المناسب لتفادي انهيار أوكرانيا، ولكن لتغيير اتجاه الحرب بشكل حقيقي، يجب أن تكون مصحوبة باستراتيجية أكثر شمولاً لإنهائها بنجاح، ويجب أن يأتي ذلك من واشنطن وحلفائها في حلف الناتو ومن كييف نفسها.
إخلاء مسؤولية إن موقع ناشري الفجر يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
