سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء 7 مايو 2024، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في جنوب قطاع غزة، الواقع على الحدود مع مصر.
ويُعتبر معبر رفح شريان الحياة الرئيس بين العالم الخارجي وسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. ويمثل المعبر المنفذ الوحيد في القطاع الذي لا تديره إسرائيل، حيث تُمكن من دخول الإمدادات الإنسانية ونقل المرضى إلى الخارج، وذلك في ظل انهيار مرافق الرعاية الصحية الحالية.
خنق الشريانين الرئيسين لغزة
مهاجمة معبر رفح أوقف تدفق المساعدات إلى غزة، وقال المتحدث باسم هيئة المعابر في قطاع غزة، هشام عدوان، إن إغلاق المعبر يمثل حكمًا على سكان القطاع بالموت، خاصة مرضى السرطان في ظل انهيار المنظومة الصحية.
لم يكتف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمة معبر رفح بل أغلق أيضا، اليومين الماضيين، معبر كرم أبوسالم، والذي يستخدم لتسليم معظم المساعدات إلى غزة، متذرعًا بهجوم صاروخي لحركة حماس أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، ينس لايركه، إن إغلاق المعبرين الرئيسين أدى إلى “خنق” الشريانين الرئيسين لإدخال المساعدات إلى غزة، حيث يكاد يكون هناك مخزون ضئيل داخل القطاع.
مجاعة شاملة
حذرت منظمات إنسانية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث أعربت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن تزايد معدلات الجوع الكارثية، وحذرت منظمة الصحة العالمية من احتمالية “مجاعة شاملة” في شمال القطاع.
وتسيطر إسرائيل على جميع المنافذ البحرية والجوية إلى غزة وعلى معظم حدودها البرية، وشددت القيود على القطاع بعد هجوم حماس في أكتوبر الماضي، الذي أدى إلى حملة عسكرية واسعة من جانب الجيش الإسرائيلي على غزة.
المقاومة أذكى من إسرائيل
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن عملية اقتحام رفح تؤكد رفض الاحتلال لجهود الهدنة، مضيفًا أن المقاومة كانت ذكية وردت بإيجابية حول الورقة المصرية، ولكن نتنياهو أشار إلى أن الورقة التي وصلتهم تختلف عن التي وافقت عليها حماس، مما يعني أنه لا يريد انقضاء الحرب وسيجد مبررات لاستمرارها.
وأضاف الرقب أن مشهد احتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني يظهر أن النية كانت مبيتة لاجتياح رفح، بالإضافة إلى قتل أفراد الشرطة الفلسطينية من المدنيين العاملين بالمعبر، واصفاً ذلك بأنه جريمة، لأن إسرائيل تعلم تماماً أن هؤلاء ليسوا مسلحين، ومهمتهم تنظيم دخول وخروج المسافرين وليسوا مقاتلين.
وأشار أيمن الرقب إلى أن الاحتلال يسعى للسيطرة على محور صلاح الدين، ويقتل بدم بارد أبناء الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هدفه الأساسي هو القضاء على المقاومة، ولكنهم يدركون تماماً عدم قدرتهم على ذلك، وكل ما يحاولون فعله هو محاولات بائسة، لافتًا إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح ليست محدودة وتتسع مثل “رقعة الزيت”.
إخلاء مسؤولية إن موقع ناشري الفجر يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
