واشنطن بوست: تهديدات بايدن بوقف إرسال أسلحة لإسرائيل.. تحول بسياسات أمريكا

هدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأربعاء 8 مايو 2024، بأنه سيوقف شحن الأسلحة الهجومية الأمريكية إلى إسرائيل، في تحذير هو الأشد وتحول في سياسات الرئيس بايدن تجاه إسرائيل، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

واعترف بأن الأسلحة استخدمت لقتل المدنيين في غزة، وسيوقفها إذا مضت إسرائيل في اجتياح رفح، وهي المرة الأولى التي يهدد فيها بحجب المساعدات العسكرية، يعد التحذير الأشد والأكثر مباشرة لإسرائيل خلال الحرب المستمرة منذ 7 أشهر.

بايدن يهدد إسرائيل

حسب صحيفة “واشنطن بوست” فإن الرئيس بايدن شدد على أن الولايات المتحدة ستواصل تزويد إسرائيل بأسلحة دفاعية فقط، بما في ذلك أسلحة نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، حتى تتمكن من حماية نفسه، لكن لن توفر أسلحة هجومية للتوغل الكبير في المناطق المدنية في رفح، مشيرا إلى أن “ذلك أمرًا غير مطروح على الطاولة”.

وكانت تصريحات بايدن بمثابة تحول ملحوظ بالنسبة للرئيس، الذي كان لديه ارتباط عميق بإسرائيل منذ فترة طويلة، وقاوم الضغوط المتزايدة من الديمقراطيين البارزين وأجزاء رئيسية من قاعدته لفرض شروط على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل أو تعليقها تمامًا.

حماية المدنيين

منذ بداية الحرب في أكتوبر، تحدى نتنياهو مرارًا وتكرارًا المطالب الأمريكية بشأن القضايا الرئيسية، ورفض طلبات بايدن بأن يفعل المزيد لحماية المدنيين ويقبل فكرة الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولكن الرئيس كان يكره فرض عواقب مباشرة، حتى مع تزايد عدد القتلى في غزة ورفض إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية لتخفيف الظروف الكارثية في القطاع.

ومع ذلك، أصبحت لهجة بايدن ورسالته تجاه إسرائيل حادة بشكل متزايد، في حين اندلعت الاحتجاجات الطلابية ضد دعمه للحملة العسكرية الإسرائيلية في الجامعات في جميع أنحاء البلاد. وكانت تعليقات الأربعاء، إلى حد ما، تتويجًا لهذا التحول في اللهجة.

قطع الشريان الرئيسي للمساعدات الإنسانية

بحسب الصحيفة الأمريكية، اتخذت إسرائيل عددًا من الإجراءات في الأيام الأخيرة أثارت مخاوف المسؤولين الأمريكيين من عملية كبيرة في رفح، خاصة مع السيطرة على معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، مما أدى إلى قطع الشريان الرئيسي للمساعدات الإنسانية. كما حذرت إسرائيل أكثر من 100 ألف فلسطيني بضرورة إخلاء المدينة، حتى في الوقت الذي حذرت فيه جماعات الإغاثة من أنه لم يعد هناك مكان في غزة به بنية تحتية لدعم مثل هذا التدفق.

وقال بايدن يوم الأربعاء، لشبكة سي إن إن : إسرائيل لم تتجاوز بعد “الخط الأحمر” بشأن غزو رفح لأن الجيش الإسرائيلي لم يدخل بعد إلى المراكز السكانية الرئيسية في المدينة. وأدت الغارات الإسرائيلية على رفح في الأيام الأخيرة إلى مقتل عشرات المدنيين، لكن قواتها لم تشن غزواً واسع النطاق.

وقف إطلاق النار

بذل بايدن وكبار مساعديه معظم طاقتهم في الأشهر الأخيرة في محاولة للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار ووقف القتال لعدة أسابيع وينص على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين يحتجزهم مسلحو حماس . ويقول دبلوماسيون ومطلعون على المناقشات إن الأمل يتضاءل في إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، وقد تعهد نتنياهو بالمضي قدماً في غزو رفح بغض النظر عما إذا تم التوصل إلى اتفاق أم لا.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة. كما أدى الحصار الإسرائيلي للقطاع إلى خلق ظروف إنسانية مزرية مع انهيار أنظمة الرعاية الصحية وتوزيع الغذاء في القطاع. وتقول الأمم المتحدة إن شمال غزة يمر بمجاعة شاملة، وإن نقص المياه النظيفة والضروريات الأساسية، إلى جانب اكتظاظ مدن الخيام، أدى إلى انتشار المرض والجوع.