شم النسيم هو عادة مصرية قديمة يحتفل بها المصريون سنويًا مع قدوم فصل الربيع، ويتميز بالعديد من الطقوس مثل تناول الفسيخ والرنجة وتلوين البيض والخروج إلى المتنزهات.
هذا الاحتفال ليس له علاقة بالدين الإسلامي أو المسيحي، بل هو تقليد اجتماعي يرتبط بالتواصل والترابط بين جميع المصريين.
من حيث الجانب الشرعي، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بشم النسيم جائز شرعًا ولا يخالف أي من المعتقدات الدينية، طالما لم يشمل الاحتفال أي محرمات أو تجاوزات.
الشروط الثلاثة التي حددتها الإفتاء هي: عدم تناول أطعمة غير صحية، تجنب الضوضاء والإزعاج، والالتزام بالآداب العامة وصون حقوق الطريق. إذا تم الالتزام بهذه الشروط، فلا حرج في الاحتفال بشم النسيم.
أما بالنسبة لارتباط شم النسيم بذكره في القرآن، فقد أكد بعض العلماء أن يوم شم النسيم قد يكون مرتبطًا بيوم "الزينة" المذكور في سورة طه، ولكنه ليس دليلاً مباشرًا على علاقة الاحتفال بالمعتقدات الدينية.
ومع ذلك، فإن دار الإفتاء تشير إلى أن الاحتفال بهذا اليوم ليس له جذور دينية صريحة، وإنما هو تقليد اجتماعي.
الاحتفال بشم النسيم يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية والوطنية، وإدخال البهجة والسرور على الجميع. إنه عادة ثقافية تجمع المصريين بمختلف انتماءاتهم، وتعزز من روح الوحدة والتعايش.
كما أن مظاهر الاحتفال لا تتعارض مع القيم الدينية طالما أنها تحترم الحدود الشرعية والآداب العامة.
بخصوص أكل الفسيخ والرنجة، أكدت دار الإفتاء أن تناولها مباح شرعًا، بشرط أن تكون صالحة للاستهلاك البشري ولا تسبب ضررًا للصحة.
لذا، يمكن للمصريين الاحتفال بشم النسيم والتمتع بتقاليده، مع الالتزام بالشروط الشرعية والآداب العامة لضمان أن يكون الاحتفال صحيًا ومبهجًا.
