أوضحت مجلة “الإيكونوميست” أن حزمة المساعدات الأمريكية الأخيرة لن تساعد أوكرانيا على إعادة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية، ولن تمنحها سوى مهلة مؤقتة.
وأشارت إلى أن المعركة الدائرة في أروقة الكونجرس بخصوص مساعدات أوكرانيا تدل على وجود مشكلات في المستقبل حيث يتوقف الأمر على الرئيس الأمريكي الجديد القادم ونظرته لدعم كييف.
مهلة مؤقتة
قالت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 24 أبريل 2024، أن حزمة المساعدات الجديدة ستعزز دفاع القوات الأوكرانية، ولكنها لا تكفي لمساعدتها على استعادة المزيد من الأراضي التي فقدتها لصالح روسيا، والتي تبلغ الآن نحو 18% من مساحة أراضيها.
وأضافت أن من الخطأ أن ينظر الزعماء الأوروبيون إلى المساعدات الأمريكية باعتبارها أكثر من مجرد مهلة مؤقتة، وأن من المرجح أن تستمر هذه الحرب لسنوات عديدة في طريق مسدود، مشيرةً إلى أن الوضع الأكثر واقعية بالنسبة إلى أوكرانيا الآن هو المضي في طريق مسدود طويل الأمد في ساحة الصراع.
تفوق روسي
كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، وذلك بعد إقرار حزمة التمويل الخاصة بملحق الأمن القومي الذي وقّعه الرئيس جو بايدن، وتعدّ هذه الدفعة الـ56 من المعدات العسكرية التي تقدّمها الإدارة الأمريكية إلى كييف من مخزونات البنتاجون منذ أغسطس 2021.
وتقدّر القيمة المالية لحزمة المساعدات الأمريكية من وزارة الدفاع بمليار دولار، وتتضمّن قدرات لدعم متطلبات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً، بما في ذلك صواريخ اعتراضية للدفاع الجوي، وقذائف مدفعية، وعربات مدرّعة، وأسلحة مضادة للدبابات.
وتأتي حزمة المساعدات الأمريكية، في وقتٍ تتقدّم القوات الروسية في محاور القتال، بينما نقل موقع “سترايبس” الأمريكي المعني بالشؤون العسكرية، عن قائد القوات الأمريكية في أوروبا تحذيره من أن روسيا ستتفوق على أوكرانيا بنسبة 1 إلى 10 خلال أسابيع.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي “دونيتسك” و”لوجانسك” جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية “ثالثة”، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأنها الأقسى على الإطلاق.
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
فرار الملايين
منذ بدء الغزو الروسي، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة، وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 مليون هم نازحون أو لاجئون.
وقبل النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليونًا في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.
إخلاء مسؤولية إن موقع ناشري الفجر يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
