تخطط أكبر شركة خطوط كهرباء في باكستان خلال شهر مايو/أيار الجاري لتنفيذ واحدة من أكبر عمليات طرح الأسهم الأولي في البورصة، بغية جمع الأموال لتعزيز الإنتاج.
وبحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تخطط الشركة وهي "فاست كيبلز" (Fast Cables) لإصدار 128 مليون سهم، بسعر يبلغ 23.5 روبية للسهم الواحد (0.08 دولارًا) بحدّ أدنى.
وتستهدف الشركة -ومقرّها مدينة لاهور- جمع 3 مليارات روبية (11 مليون دولار)، ما يضعها بين أكبر 10 اكتتابات عامة أولية في باكستان.
(الروبية الباكستانية= 0.0036 دولارًا).
شركة فاست كيبلز
من أبرز أسباب لجوء شركة ما إلى الطرح العام الأولي أو الاكتتاب العام هو زيادة رأس مالها عبر طرح الأسهم للجمهور، من أجل توسيع نطاق الأعمال، وتوزيع المخاطر، بعيدًا عن المؤسسين أو أوائل المموّلين.
وستُخصص حصيلة بيع أسهم "فاست كيبلز" إلى زيادة قدرات الشركة بمقدار الثُلث، من أجل مضاعفة الإيرادات 3 أضعاف إلى نحو 100 مليار روبية (360.4 مليون دولار) بحلول عام 2030.
وقال المدير العام لشركة فاست كيبلز كمال محمود أمجد ميان، إنه من المتوقع بدء بناء سجلّ أوامر الاكتتاب يومي 15 و16 مايو/أيار (2024).
يأتي ذلك في وقت تسعى فيه أكبر شركة خطوط كهرباء في باكستان للاستفادة من النمو القوي للبورصة الباكستانية مؤخرًا.
وارتفع مؤشر الأسهم الرئيس بنسبة 74% في العام الماضي، ما جعل البلاد صاحبة أفضل أداء عالميًا من حيث القيمة بالدولار.
وساعد ذلك في عودة الحياة إلى عمليات بيع الأسهم، وأُدرجت 3 شركات في البوصة، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
وتحسنت معنويات المستثمرين بعد الانتخابات التي أجريت في مطلع العام الجاري، وكذلك إحراز تقدّم سلس في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض، في تحول جنَّبَ البلاد الوقوع في براثن الإفلاس خلال صيف العام الماضي.
وتعليقًا على ذلك، قال ميان: إن هناك "بعض الاستقرار حاليًا على مستوى الاقتصاد الكلّي، لكن السوق أمامها طريق طويل لتقطعه".
اتفاق جديد
أسَّس شركة فاست كيبلز عائلة ميان في ثمانينيات القرن الماضي، وتتركز أعمالها بقطاع البنية الأساسية للكهرباء، ما منحها مرونة في مواجهة فترات الركود الاقتصادي.
كما ارتفع متوسط معدل نموها السنوي إلى نحو 50% تقريبًا على مدار السنوات الخمس الماضية.
وكانت فاست كيبلز هي الشركة الباكستانية الوحيدة التي تنافست مع شركات صينية، لتفوز بعقد لإقامة خط نقل كهرباء رئيس من منجم فحم كبير ومشروع كهرباء في صحراء ثار.
وفي 4 مايو/أيار الجاري، أبرمت شركة فاست كيبلز اتفاقية جديدة لتزويد شركة سيتارا كيميكال إندستريز ليمتد ( Sitara Chemical Industries Limited) بخطوط الجهد المتوسط بقيمة نصف مليار روبية.
وستُستعمل الخطوط الجديدة في تعزيز قدرات محطة كهرباء تعمل بالفحم من 35 ميغاواط إلى 85 ميغاواط، بحسب تقرير نشرته منصة "بيزنس ريكوردر" (Business Recorder) واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الطلب على الكهرباء في باكستان
توقعت شركة هاب باور (Hub Power) -وهي أكبر شركات القطاع الخاص بقطاع المرافق في باكستان- أن ينخفض استهلاك الكهرباء مجددًا خلال العام الجاري، بسبب ارتفاع الرسوم وضعف النشاط الصناعي.
وعزا كبير الماليين بالشركة محمد ثاقب تراجع الطلب إلى عدم نمو الصناعة، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز.
وأضاف: "بسبب الزيادات الضخمة في رسوم الاستهلاك، من الواضح أن المواطنين يرشدون استهلاك الوقود"، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحذَّر من أن الاستمرار في عدم إدخال تحديثات طال انتظارها لشبكة الكهرباء سيُؤدي لاستعمال أنواع وقود غير فعالة مثل زيت الوقود الباهظ والملوث، على الرغم من وجود بدائل أرخص مثل الغاز الطبيعي.
وأوضح أنه "لا مبرر لاستعمال زيت الوقود، لأن باكستان تملك واردات وفيرة من الغاز المسال، ولكن بسبب قيود الشبكة، سنضطر لاستعمال زيت الوقود هذا الصيف أيضًا".
ويُعدّ استهلاك الكهرباء مؤشرًا اقتصاديًا مهمًا في الدول النامية، ويؤكد الانخفاض المتوقع هذا العام التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة في البلد المثقل بالديون وتنامي سخط الفقراء.
وما زالت الطبقات الفقيرة والمتوسطة تشعر بوطأة حزمة الإنقاذ التي قدّمها صندوق النقد الدولي في العام الماضي، إذ أدى لرفع أسعار البيع بالتجزئة، ومنها الوقود والكهرباء.
ويتكرر انقطاع التيار الكهربائي في باكستان، وخاصة بالمناطق الريفية النائية بسبب المشكلات بالشبكة، وتأخُّر وصول واردات الوقود، وشحّ النقد الأجنبي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
