كيف يمكن أن يبدو النصر الروسي في الحرب مع أوكرانيا؟

كيف يمكن أن يبدو النصر الروسي في الحرب مع أوكرانيا؟
كيف يمكن أن يبدو النصر الروسي في الحرب مع أوكرانيا؟
6

رغم افتقار الولايات المتحدة الأمريكية لسياسة استراتيجية مُتماسكة تجاه حرب أوكرانيا، إلا أنها مبدأها الجوهري “عدم السماح لروسيا بالنصر”.

العديد من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا يتفقون على ذات الفكرة، لكن وبدلًا من التساؤل بشأن ماهيّة “النصر الروسي” انشغلت الدول الداعمة لأوكرانيا بالحديث عن “خطوة بوتين التالية” و”مساعي روسيا التوسعية”، وروّجوا، دون دليل، أن موسكو ترمي في نهاية المطاف لمهاجمة دول أوروبية.

انهيار القوات الأوكرانية ليس مرجحًا

يرى مسؤولون غربيون أن بإمكان روسيا الفوز في الحرب ببساطة عن طريق هزيمة القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، ويبدو هذا التفسير معقولًا بالنسبة لأهداف الدولة التي تشن الحرب، لكن هذا التصور ليس واقعيًّا.. فما السبب؟

وفق المقال المنشور بمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، فالانهيار الشامل للقوات الأوكرانية وسيطرة روسيا على مساحات واسعة من أوكرانيا ليس بالأمر المُرجح.

سيناريوهات بديلة

حال حدوث تراجع كبير في صفوف قوات أوكرانيا على الجبهة الأمامية، فإن مُحاصرة المعاقل الأوكرانية مثل خاركيف وزابوريجيا ليس بالأمر الهيّن، ناهيك عن كييف وأدويسا.

وفق المقال، فإن احتلال أوكرانيا بالكامل سيكون مكلفًا للغاية بالنسبة لروسيا حتى على المدى القصير، ناهيك عن فترة طويلة أو غير محددة.

رفع كُلفة السيطرة الروسية

من المرجح أن يبذل الغرب قصارى جهده لرفع هذه التكاليف من خلال تمويل وتنسيق أنشطة التمرد في جميع أنحاء أوكرانيا، خاصةً في النصف الغربي من أوكرانيا.

هناك سابقة تاريخية لمثل هذا التصور على شاكلة جيش المتمردين الأوكراني، الذي قاوم السلطات السوفييتية لمدة تصل إلى 5 سنوات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

أهداف روسيا

يدرك الكرملين جيدًا أنه لا يستطيع تحقيق أهدافه في الحرب من طرف واحد، وذلك بغض النظر عن مدى نجاحه في ساحة المعركة، حسب المقال، والواقع أن أهداف الروس تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، وإن لم يكن بالطريقة التي يعتقدها ماكرون وإدارة بايدن.

وفق المقال، لا يوجد دليل على أن موسكو لديها أي نية لشن حروب ضد بولندا أو دول البلطيق أو دول الناتو الأخرى، لكنها تسعى بالتأكيد إلى انتزاع مجموعة من التنازلات الاستراتيجية من الولايات المتحدة وحلفائها في ما يتعلق بتوسع حلف الناتو شرقًا.

وبالتالي، فإن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا تشكل جزءًا رئيسًا في الاستراتيجية الروسية تجاه الغرب، يتابع المقال، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الحرب في أوكرانيا من شأنها أن تقرب موسكو من الحصول على التنازلات المرجوّة.

نفوذ أمريكي

يرى مقال المجلة الأمريكية أنه من المؤكد أن انهيار القوات الأوكرانية سيؤدي إلى حالة من الذعر في العواصم الغربية، ومع ذلك، من الصعب أن نرى كيف يمكن ترجمة هذا الذعر إلى استعداد ملموس من قبل إدارة بايدن والقادة الغربيين الآخرين لإبرام صفقة الأمنية شاملة والتي تسعى إليها موسكو.

ومع ذلك، وبغض النظر عما سيحدث في ساحة المعركة في الأسابيع والأشهر المقبلة، بدأت موسكو حرب لا يمكنها إنهاءها من جانب واحد، ويعني ذلك منح الولايات المتحدة نفوذًا هائلًا في تشكيل الخطوط العريضة لإنهاء الحرب، ويرى المقال، ختامًا، أنه ينبغي على واشنطن وحلفائها استخدام هذا النفوذ لوضع حد لهذه الحرب بأفضل الشروط الممكنة للغرب وكذلك لأوكرانيا.

اقرأ أيضا:

إخلاء مسؤولية إن موقع ناشري الفجر يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق البيت الأبيض: المحادثات بشأن صفقة الرهائن المحتملة في غزة مستمرة
التالى من القاهرة.. قوى سياسية مدنية وحركات مسلحة توقع «ميثاق السودان»