أخبار عاجلة

التركيز على الشركات عالية النمو .. إطلاق صندوق بقيمة مليار دولار بين مؤسسة الاستثمار الصينية و إنفستكورب

التركيز على الشركات عالية النمو .. إطلاق صندوق بقيمة مليار دولار بين مؤسسة الاستثمار الصينية و إنفستكورب
التركيز على الشركات عالية النمو .. إطلاق صندوق بقيمة مليار دولار بين مؤسسة الاستثمار الصينية و إنفستكورب

في سياق التكامل الاقتصادي العالمي، أصبح الاستثمار عبر الحدود وسيلة مهمة لتعزيز التعاون الدولي والتنمية. في الأيام الأخيرة، أعلنت مؤسسة الاستثمار الصينية (CIC) و«إنفستكورب» التي تتخذ من البحرين مقرا لها، عن أنهما ستؤسسان منصة استثمارية بقيمة مليار دولار تحت اسم «الأفق الذهبي من إنفستكورب»، مما فتح فصلا جديدا في التعاون الاستثماري المالي بين الشرق الأوسط والصين.

ستُستثمر الأموال الناتجة عن هذا التعاون بشكل أساسي في الشركات ذات النمو العالي من المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي والصين، حيث تشمل المجالات المستهدفة السلع الاستهلاكية والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية وخدمات الأعمال التجارية، كونها صناعات تتمتع بإمكانيات النمو وعائد استثماري كبير في ظل الإعادة الهيكلية الحالية للاقتصاد العالمي. إن هذا التعاون لا يُبرز فقط الأهمية التي توليها منطقة الشرق الأوسط والصين لأسواق بعضهما البعض، بل يعكس أيضا التكيف الديناميكي لأسواق رأس المال العالمية مع الأسواق الناشئة.

شركة إنفستكورب تتمتع بخبرة تزيد عن 40 عاما في إدارة الأصول عبر مختلف الفئات، فإن حضورها العميق وتأثيرها الواسع في الشرق الأوسط يسمح لها بتحديد الشركات ذات الإمكانات العالية داخل المنطقة والاستثمار فيها بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، تتواجد إنفستكورب في السوق الصينية منذ سنوات عديدة وتستثمر في صناعات متعددة من خلال صناديق متنوعة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والأغذية الصحية والسلع الاستهلاكية. ولا شك أن التعاون مع مؤسسة الاستثمار الصينية سيعزز توسع أعمالها وعملياتها الرأسمالية في الصين.

إن مؤسسة الاستثمار الصينية باعتبارها واحدة من أكبر صناديق الثروة السيادية في الصين، تشترك في إنشاء منصة استثمارية هذه المرة قائمة على أساس استراتيجيتها الاستثمارية العالمية المتنوعة، فمنذ تأسيسها، تعمل CIC بنشاط على استكشاف الأسواق الدولية، والتعاون مع المؤسسات المالية الرائدة في العديد من البلدان والمناطق، وإنشاء صناديق ثنائية متعددة. ويتم التعاون مع إنفستكورب هذه المرة كذلك من ضمن هذه الاستراتيجية. وبهذه الطريقة، لا تستطيع CIC تحقيق زيادة في رأس المال فحسب، بل تساعد أيضا في تعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن إنشاء هذه المنصة الاستثمارية يعكس أيضا التغيرات في هيكل القوة للاقتصاد العالمي. فمع صعود الاقتصاد الآسيوي، وخاصة القوة الاقتصادية المتزايدة للصين والشرق الأوسط، زادت هذه المناطق تدريجيا من تأثيرها على الساحة الاقتصادية العالمية. إن التعاون بين CIC وإنفستكورب ليس مجرد اتحاد لرأس المال، ولكنه أيضا رمز للقوة الاقتصادية الجديدة للشرق، ويشير إلى أن تدفقات رأس المال العالمية ومراكز التعاون الاقتصادي قد تكون أكثر ميلا إلى آسيا في المستقبل.

تنامت الجهود المبذولة لتعزيز الروابط الاقتصادية بين الشرق الأوسط والصين منذ زيارة القيادة الصينية للشرق الأوسط في ديسمبر 2022. ويأتي التعاون بين CIC وإنفستكورب في هذا السياق، مما يعكس التوافق الاستراتيجي الوثيق بشكل متزايد بين دول الشرق الأوسط والصين في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. فلم تؤدي زيارة القيادة الصينية إلى تعميق الثقة السياسية والاقتصادية المتبادلة فحسب، بل فتحت أيضا مسارات جديدة للتعاون المستقبلي، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة والتنمية الخضراء. ويعد إنشاء منصة الاستثمار المشتركة هذه دليلا ملموسا على التزام الطرفين بالتنمية المشتركة والتكامل الاقتصادي الإقليمي.

يكتسب التعاون بين CIC وإنفستكورب أهمية كبيرة. ومع تعميق التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط، من المتوقع أن يصبح نموذج التعاون الاستثماري العابر للحدود هذا جسرا مهما لتعزيز الرخاء الاقتصادي لكلا الطرفين، ويدفع المزيد من تبادلات رأس المال والتكنولوجيا، والمساعدة في تحقيق الهدف طويل المدى للتنمية المشتركة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق معجـزة تـشيلي والرأسـمالية.. الهزيمـة والنــصر
التالى أديس السعودية توقع صفقة لتشغيل منصة حفر بحرية في قطر